٢٠٠٧/٠٢/١٢

هابي فالنتين

- هــــيه !!
استيقظ مبكرا على غير عادته .. ولأول مرة منذ أشهر بدا سعيدا رائق البال.
بدأ في استعادة ومراجعة ما سيكون عليه يومه.
وقف أمام المرآة ليردد ما سيقوله .. باحثاً عن أفضل التعابير الوجهية التي تناسبه .. ضابطا ثغره على ابتسامة رقيقة وعينيه على نظرة حانية.
يعلم جيداً أن كل هذا سينساه –وقت احتياجه – ليبدأ سلسلة ارتجالية مضحكة.
في تمام السابعة –صباحا- يقف أمام دكان عم سعيد بائع الزهور ليجده مغلقاً .. ثم يتعجب لتخيله المسبق أنه سيضطر للتأخر بسبب ازدحام من سبقوه .. ولكن لا أحد !!
يأتي عم سعيد في الثامنة . يطلب منه أجمل الورود الحمراء التي لديه .. فيبتسم عم سعيد ويذكره أنه في كل مرة يطلب ذات الشيء !!
يأخذ الوردة .. يبدأ في السير آملاً ألا يتأخر عن الموعد.
أثناء المسير يبدأ في مشاهدة بعض الفتيات وفي يد كل منهن باقة من الزهور وعلبة مغلفة بورق السوليفان الأنيق ويسرن سعيدات.
يستمر في السير بكل ثقة لعلمه أن أحدا لن ينافسه في مقدار حبه مهما بلغ تعبيره.
يرى أحدهم – بعد فترة - يقدم لحبيبته وردة .. يراقب الفتاة وهي تقارب الصراخ – من فرط سعادتها – بكل عبارات الحب . يفرح لهما ولكنه يبتسم بكل ثقة .. مؤكدا أن حبيبته ستُعبر بصورة أقوى لأن حبهما أكبر.
- لماذا لم تحضر إلى الآن؟!!
يدخل لصلاة الظهر بعد أن خبأ الوردة في معطفه الأسود.
يخرج ولم تقبل صلاته لانشغاله – عنها – في التفكير فيها !
يُخرج الوردة مرة أخرى ويعاود السير وقد بدأ في التوتر.
في طريقه يشاهد أفواجا من الأحبة متشابكي الأيدي وفي اليد الأخرى من معظمهم بعض الورود الحمراء وفي نظراتهم علامات الحب والدفء والحنان.يتصبب عرقا – رغم برودة الجو- ويزداد عصبية ويسير بخطوات أسرع.
يبحث في أوجه بعض الفتيات علها تكون بين القادمات وفي أجساد بعضهن -على مد البصر -آملا أن تكون إحداهن هي.
يمر الوقت سريعا .. ويزاد توتره.
تبدأ الشمس في المغيب .. تبدأ بوادر الظلمة تتضح بعض الشيء وهي لم تأتِ بعد.
يدرك بعض الأمور .. يبدأ بالجري بجنون في الطرقات محوطا وردته حتى لا تقع.
لم يعد يعرف إلى أين يتجه سوى أنه يجري في كل الاتجاهات بدون تركيز.
يتصبب عرقا .. يبكي بحرقة .. ينظر الناس إليه .. تزداد ضربات قلبه.
لن تنتهي القصة بإصابته بأزمة قلبية يموت بعدها في الطريق فيتجمهر الناس حوله دون أن يدرك أحدهم كامل حكايته!
أو تنتهي بانتحاره حين يواجه نفسه بالحقيقة !
لن تنتهي القصة بأن يقابل في طريق عودته أحد الأطفال البؤساء فيهديه الوردة -بدلا منها – كي يرسم على وجه الفرحة .. لن تنتهي القصة بنهاية ساذجة كهذه النهايات التي تحاول أن تجسد فينا حب الخير أين وجد!
ولن تنتهي القصة بأن يعود إلى بيته ليجد أمه وهي جالسة فيهديها الوردة !

هناك ٥ تعليقات:

Amr يقول...

تبا لجودو
تبا لكل نهاية سعيدة ساذجة يتزوج فيها البطل بمعشوقته

تبا لكل فيلم عربي ينتهي بقبلة

أبدعت النهاية

متغيرة شوية يقول...

عارف، على طول مكنتش بحب النهاية السعيدة علشان بحس انها مفتعلة، لكن رغم كده ساعات بتبقى النهاية السعيدة حق للقارىء على الكاتب .. هيفضل يقول مفتعلة لكن جواه هيبتسم ويقول لسا فيه أمل.

أدبيا بقى ، عجبتني النهايات المتعددة الملغية جدا.

Hamed Ibrahim يقول...

عزيزي عمرو
تذكّر جيدا أننا مهما تمادينا في لعن جودو
لكن في النهاية نحن ننتظره وسنظل
لا توجد خيارات أخرى وإن كانت حولنا
ولكن ما أسهل أن تكون رخيصا
أو ما أسهل أن تخسر حلمك بربع حركة من الغباء
!!

تحياتي

Hamed Ibrahim يقول...

العزيزة سلمى

كلامك فيه وجهة نظر بالنسبة لحق القارئ في إسعاده
إلا أنني أختلف معها
عامة من أفضل النهايات من وجهة نظري .. النهاية المفتوحة
لا السعيدة ولا الحزينة
النهاية المفتوحة تزيد من ألم المشاهد أو القارئ أكثر من النهايات التعيسة
لأنه سيظل يبحث عن إجابة .. وحتى إن وجد إجابة ترضيه ..
دائما لا يتقبل القارئ أو المشاهد النهاية التي اختارها الكاتب بغض النظر عن كآباتها أو كونه اتفق معها أم لا


تحياتي

غير معرف يقول...

اسمحولى اقول ان مبقاش فى نهايات سعيده