٢٠٠٨/٠٣/٢٨

وأنا ميت-2

(1)

وأنا ميت ..
لا يأكلني الدودُ الكامن
في أعماق الجسدِ المنهكْ
والمنهكُ من كثرة موته

لا تُفزعُني القيم العليا
بعد الهتكِ لها دوماً
ومبادئ أقوام ضلت
من جرّاء الضغط الزائد
وجنونٌ في استخدام العقل
وفي استخدام المنطق
والبحثِ العلمي
وقوانين العالم
في منهجةِ الأشياء
ضد القلب المُتعبْ !!

لا لزيادة سفرٍ في الأرجاء
لا للحلم النابت في قلب البرءاء
والمزدهر على الأغصان
وفي عين الأطفالِ السُذّج
في الورد المُهدى من عاشق
لفتاة ترسم مأساته
في لوحات الشَرَكِ الأعظم

- يا ميت ..... لا تغضب
لا تُعلي من رتم الغنوة
عد للسمت الساكن فيك
أين الزعم بأنك ميت؟!



(2)

وأنا ميت ..
لا تأتي المثوى لزيارة
لا تقرأُ فاتحةَ كتابٍ
في خمس دقائقَ لا أكثر
من ذكرى عاشت سنوات
قمة تقديرٍ للميت !!
أن تنهك كل محارمه
أن تًطمِسَ كل معالمه
حتى تحيا هذا العالم
في أحضان الرجل الآخر


(ببراءة):
- إن العقل يحتّمُ هذا
والقلب تعالجه الأخرى
حظٌ أوفر ..
لا تُوقف دنياك وأكمل
الشمس ستعلو يومياً
والأمل بعزمكَ يتجدد




قمة حكمتكِ المعهودة
تتمثل في قول صديقة
أو في رأي الطب النفسي
أو في حكمة أمك قهراً
أو عرف الناس المتشبع بالأوساخ!!


في خمس دقائق لا أكثر
دون النظر لما عشناه
دون تفاصيل الأشياء
يملك أحمق تحطيم الآمال
من داخل منزله الدافئ
فوق سرير النوم الهانئ
ثم ينام براحة نفس!
وتزور الميت أشباحا
تملؤها الحسرة..
في كابوس النوم اليقظان!


(3)

وأنا ميت ..
-صدقتم هذا أم لا-
لا يعنيني الموت كميت
!!


هناك ٧ تعليقات:

مَلَكة يقول...

مش عارفة هو ينفع ان الواحد يقول الله بعد ما يسمع حد بيتوجع؟؟
هما الناس لما كانوا بيقروا شعر عبد الصبور وقت ما بيكتبه كانوا بيردوا عليه بإيه؟
بجد مش بهزر عايزة اعرف كان ردهم ايه
يمكن اغش منهم واعرف ارد على قصيدة رائعة زي دي هنا!

غير معرف يقول...

وأنت ميت
لا يعنيك الموت كميت
ربما لأنه لم يعد للموت معنى هو الاخر
اخبرني اذاً ان كان هناك مالايزال يعنيك/ يعنينا
لاتتكلم عن منطق أو قيم عليا
لا تسأل عن أحلام وُئدت
فلن تجد من يجيبك ...
بأي ذنب هي قتلت
فلتضرب بالحزن القابع في عينيك عرض الحائط
اقلع عن صيحات الشكوى
لا تزعج الأموات بضجيجك أو دمعك
ان كنت قد ادركت السر ...فلماذا تغضب ؟!
أين الزعم بأنك ميت ؟

قصيدتك رائعة
أول زيارة ليا هنا
ومنتظرة كتاباتك دائماً
تحياتي لك
غدير

إبـراهيم ... يقول...

حلووووة قووووي يا حامــد


وجامدة يعني ،
وعلى رأي ملكة، كانوا بيقولوا إيه .؟؟

أولاً صلاح مكنش عامل مدونة، وبعدين مكنش متاح للعامة والدهماء (زينا كده)، كان للمثقفين ومحبي الشعر، بيصقفوا له، ويقولا له راااائع يا صلاح، أو برافو عليك، ولو جابر قاعد ممكن ينقد عليهم شوية

.
.
.
تحياااتي يا جميييل

إبـراهيم ... يقول...

آآآه، كتابي نازل الجمعة الجاية ياج جحامد ، احجز نسختك من الآن :)

Hamed Ibrahim يقول...

أظن يا ملكة لو صلاح عبد الصبور شاف الكلام اللي كاتبه ده هاتحسر لما وصل إليه حال الشعر
:D

تحياتي

Hamed Ibrahim يقول...

شكرا يا غدير .. ردك مليان معاني

شكرا للزيارة ومنتظرك دائما

Hamed Ibrahim يقول...

شكرا على المرور يا إبراهيم
وإن شاء الله نشوفك كاتب عن جدارة

تحياتي