الأرقام والحياة
بالطبع هذا ليس إعلاناً عن ماركة CASIO ولكن يبدو أنني أخيرا تخلّصت من الدراسة رغم أن نتيجة السنة النهائية لم تظهر بعد!. وبغض النظر عن هذا إلا أنني لا أخفيكم سراً -ليس مهماً- أن الأرقام شكلت هاجساً لي ودخلت معها في مقت لوقت طويل.
ولأن ارتباطنا بالأرقام قديماً مذ أن دخلنا في الدراسة الابتدائية وربما ما قبل الابتدائية عند البعض ، إلا أنني أكملت هذا بمجال دراستي الجامعية رغم كرهي لتلك الأرقام.
كانت لي نظرية -وإلى الآن- أن الأرقام أحد العوامل الرئيسية في الروتينية وقتل الأحلام ، وأن الأرقام جامدة لا تعرف الحلم والأمنيات لأنه ببساطة 1+1=2 أي أنه لا مجال للهرب بالحلم في هذه المعادلة الرياضية البسيطة!.
وطالما شكلت الأحلام لي دافعاً لتحقيق ما آمله وحافزاً يجعلني أصمد أمام أشد العقبات والأزمات ، حتى أنه هناك جملة شهيرة تقول: لولا الأحلام ما كانت الحقائق!.
حتى أنني لا أتخيل أحد مدرسي الرياضيات وهو يظل طول عمره يشرح نفس المعادلات ونفس القوالب الجاهزة التي أعدها أحد المبتكرين القدماء له ، ولا أتصور أيضاً أحد المحاسبين الذين يعدون نفس الحسابات بنفس القوالب الجاهزة التي يملأ -هو- فقط فراغاتها بروتينية مملة، ولا أتصور أحداً يقضي طول عمره يكتب المعادلات الرياضية لإقامة بناء ووضع معايير هندسية ربما أحترم دقتها وبراعتها إلا أنها جامدة لا حياة فيها.
أشعر أيضاً باستمرار قسوة الأرقام فطالما انتظر الطالب نتيجته والتي هي عبارة عن أرقام قد تحوّل مسار حياته كلها ، ينظر الطبيب أيضاً لكشوفات التحاليل ليخبر مريضه بالأرقام عن علو أو انخفاض إنزيمات شيء معين ربما يقضي على حياته كلها ، وكله بالأرقام والدلائل والطرق العلمية التي لا أنكر أنها صحيحة! ، حتى لدرجة أن الملائكة (يحصون) عليك حسناتك وسيئاتك وفي الآخرة (مجموعهما) يدخلانك الجنة أو النار.
لذلك فالحالمون دائماً لا أشعر أنهم يحسون بالألفة والارتياح مع الأرقام لأن الأرقام ببساطة قد تقتل حلمهم هذا أو على الأقل هي تمثل -لهم- مثالاً واضحاً على أشياء لا تصلح الأحلام أمامها. وعلى النقيض يعشقها أصحاب الواقعية الذين لا مجال للكلام أمامهم إلا مسرح الواقع وما يمسكونه بأيديهم!.
ولكن من الناحية العلمية ، لولا الأرقام والمعادلات لما تحقق أي شيء مما نعيشه الآن ، حتى لقد استخدم علم النفس والفلسفة المعادلات الرياضية لإثبات نظرياتهم ، مع العلم أن الفلسفة في حد ذاتها هي وسيلة لبحث المجهول وغير الممسوك على أرض الواقع بدرجة كبيرة ، حتى أن الأدباء من ذوي العقلية الرياضية حوّلوا العروض الشعرية المختلفة إلى أرقام فيما يسمى بالعروض الرقمية ولاقت هذه الطريقة نجاحاًَ عند البعض.
ومن الناحية الحياتية أيضاً هناك فائدة للأرقام ، فالأرقام لا تخدع ولا تكذب كما يفعل ذوي العقول التي أنعم الله بها علينا ، حتى أن أحد الذين عرفتهم قال مرة : لو أن عدوك قال لك الصحيح فيجب أن تصدقه فمثلا ليس لأن شارون الصهيوني قال أن 1+1=2 فلا تصدقه!
(إشارة إلى الغباء الذي يعيشه المسلمون والعرب الآن!)
لذلك فالأرقام لن تعد يوماً بوعدٍ وتخلفه، فهي صادقة لأبعد مدى كما قالوا قديما عن الكتاب أنه خير صديق وأليف ، ولا يكذب سوانا نحن البشر.
أيضاً هنالك من لم يحصل على الأمرين معاً ، فلا هو حلم واستطاع تحقيق حلمه ، وأيضاً لم يكن في صدق ووضوح الأرقام!.
وبرغم أهمية الأرقام إلا أننا لا نستطيع الاعتماد عليها في كل كل حياتنا ، فلو اعتمد محبو الأرقام على أرقامهم لتحولوا لأداة روتينية يعيدون نفس المعادلات الرياضية كما يفعل مدرسو الرياضيات دون أن (يحلموا) باختراع ما هو جديد وغير موجود فيبادرون وقتها بتحويل أحلامهم لأرقام واقعية.
أيضاً الحياة كلها لا تحسب بالأرقام وإن كانت مهمة وأداة لحساب الكثير، فالمثل الذي يحضرني الآن هو حرب 1973 ، فلقد تكون لدى الآباء (حلم) العبور وتحطيم الخط الحديدي وقهر الجيش صاحب العدة والعتاد ، هذا كله برغم عدم إمكانية تحقيق هذا بالآرقام ، فكل ما كان حولهم يدعوهم للهزيمة واستحالة النصر . لكن (الحلم) حوّل لواقع من خلال التخطيط والمعادلات الرياضية والمهندسين وهذا كله لا جدوى منه بدون الحلم والطموح والإصرار.
لذلك يقول الشاعر العظيم أمل دنقل:
آه ما أقسى الجدار
عندما ينهض في وجه الشروق
ربما ننفق كل العمر كي ننقب ثغرة!
ليمر النور للأجيال مرة
ربما لو لم يكن هذا الجدار
ما عرفنا قيمة الضوء الطليق
لذلك فهناك الأحلام التي تنبعث وحدها من عقل حالم يحاول بعد ذلك تحقيقها بالإصرار وبالمعادلات والواقع حتى لا يظل سابحاً في حلمه،
وهناك أيضاً العقبات التي تتكون أولاً (فنحلم) بتخطيها ثم بعد ذلك يتكون عندنا إصراراً وبعد ذلك نصيغها في صورة معادلات عقلية حتى لا ننتظر الحظ لتحقيقها.
كل هذه الأفكار حاولت التفكير فيها وظلت هاجساً لديّ من مقتِ شديد للأرقام في بادئ الأمر ، ثم محاولة لتفهم طبيعة هذه الأرقام ولماذا هي موجودة وما الفائدة منها دون المساس بأحقية الأحلام في أن لا يحصرها شيء ، لأن الحلم في حد ذاته -على الأقل- وسيلة لإعمال العقل والأمل في الحياة، لذلك فالذي لا حلم له يقال له أنه في عداد الموتى.
ثم بعد ذلك أنا الآن متصالح مع نفسي نسبياً فيما يتعلق بالأرقام. فبعد القراءة في مجال الإدارة وجدت فيها الحل -لحد ما- للمشكلة التي كانت دائما تحبط أي وسيلة لتفاديها،
وهو أنه في علم الإدارة 1+1 ليس من المشترط أن تساوي النتيجة 2 ولكن ربما يساوي عدد غير محدد من الأرقام يفوق 2 وهذا بعوامل عديدة والتي منها ( العقل والتفكير والأفكار ، الجهد ، عند الأزمات ، الإصرار ، التعاون ....إلخ).
ذكرت فيما سبق أن في الآخرة (مجموع) الحسنات والسيئات يدخلانك الجنة أو النار ، ولكن يبقى التمني والرجاء و(الحلم) في أن يغفر الله لنا رغماً عن كل شيء .
وأؤكد أنه لولا الأحلام لما كانت الحقائق.
ولأن ارتباطنا بالأرقام قديماً مذ أن دخلنا في الدراسة الابتدائية وربما ما قبل الابتدائية عند البعض ، إلا أنني أكملت هذا بمجال دراستي الجامعية رغم كرهي لتلك الأرقام.
كانت لي نظرية -وإلى الآن- أن الأرقام أحد العوامل الرئيسية في الروتينية وقتل الأحلام ، وأن الأرقام جامدة لا تعرف الحلم والأمنيات لأنه ببساطة 1+1=2 أي أنه لا مجال للهرب بالحلم في هذه المعادلة الرياضية البسيطة!.
وطالما شكلت الأحلام لي دافعاً لتحقيق ما آمله وحافزاً يجعلني أصمد أمام أشد العقبات والأزمات ، حتى أنه هناك جملة شهيرة تقول: لولا الأحلام ما كانت الحقائق!.
حتى أنني لا أتخيل أحد مدرسي الرياضيات وهو يظل طول عمره يشرح نفس المعادلات ونفس القوالب الجاهزة التي أعدها أحد المبتكرين القدماء له ، ولا أتصور أيضاً أحد المحاسبين الذين يعدون نفس الحسابات بنفس القوالب الجاهزة التي يملأ -هو- فقط فراغاتها بروتينية مملة، ولا أتصور أحداً يقضي طول عمره يكتب المعادلات الرياضية لإقامة بناء ووضع معايير هندسية ربما أحترم دقتها وبراعتها إلا أنها جامدة لا حياة فيها.
أشعر أيضاً باستمرار قسوة الأرقام فطالما انتظر الطالب نتيجته والتي هي عبارة عن أرقام قد تحوّل مسار حياته كلها ، ينظر الطبيب أيضاً لكشوفات التحاليل ليخبر مريضه بالأرقام عن علو أو انخفاض إنزيمات شيء معين ربما يقضي على حياته كلها ، وكله بالأرقام والدلائل والطرق العلمية التي لا أنكر أنها صحيحة! ، حتى لدرجة أن الملائكة (يحصون) عليك حسناتك وسيئاتك وفي الآخرة (مجموعهما) يدخلانك الجنة أو النار.
لذلك فالحالمون دائماً لا أشعر أنهم يحسون بالألفة والارتياح مع الأرقام لأن الأرقام ببساطة قد تقتل حلمهم هذا أو على الأقل هي تمثل -لهم- مثالاً واضحاً على أشياء لا تصلح الأحلام أمامها. وعلى النقيض يعشقها أصحاب الواقعية الذين لا مجال للكلام أمامهم إلا مسرح الواقع وما يمسكونه بأيديهم!.
ولكن من الناحية العلمية ، لولا الأرقام والمعادلات لما تحقق أي شيء مما نعيشه الآن ، حتى لقد استخدم علم النفس والفلسفة المعادلات الرياضية لإثبات نظرياتهم ، مع العلم أن الفلسفة في حد ذاتها هي وسيلة لبحث المجهول وغير الممسوك على أرض الواقع بدرجة كبيرة ، حتى أن الأدباء من ذوي العقلية الرياضية حوّلوا العروض الشعرية المختلفة إلى أرقام فيما يسمى بالعروض الرقمية ولاقت هذه الطريقة نجاحاًَ عند البعض.
ومن الناحية الحياتية أيضاً هناك فائدة للأرقام ، فالأرقام لا تخدع ولا تكذب كما يفعل ذوي العقول التي أنعم الله بها علينا ، حتى أن أحد الذين عرفتهم قال مرة : لو أن عدوك قال لك الصحيح فيجب أن تصدقه فمثلا ليس لأن شارون الصهيوني قال أن 1+1=2 فلا تصدقه!
(إشارة إلى الغباء الذي يعيشه المسلمون والعرب الآن!)
لذلك فالأرقام لن تعد يوماً بوعدٍ وتخلفه، فهي صادقة لأبعد مدى كما قالوا قديما عن الكتاب أنه خير صديق وأليف ، ولا يكذب سوانا نحن البشر.
أيضاً هنالك من لم يحصل على الأمرين معاً ، فلا هو حلم واستطاع تحقيق حلمه ، وأيضاً لم يكن في صدق ووضوح الأرقام!.
وبرغم أهمية الأرقام إلا أننا لا نستطيع الاعتماد عليها في كل كل حياتنا ، فلو اعتمد محبو الأرقام على أرقامهم لتحولوا لأداة روتينية يعيدون نفس المعادلات الرياضية كما يفعل مدرسو الرياضيات دون أن (يحلموا) باختراع ما هو جديد وغير موجود فيبادرون وقتها بتحويل أحلامهم لأرقام واقعية.
أيضاً الحياة كلها لا تحسب بالأرقام وإن كانت مهمة وأداة لحساب الكثير، فالمثل الذي يحضرني الآن هو حرب 1973 ، فلقد تكون لدى الآباء (حلم) العبور وتحطيم الخط الحديدي وقهر الجيش صاحب العدة والعتاد ، هذا كله برغم عدم إمكانية تحقيق هذا بالآرقام ، فكل ما كان حولهم يدعوهم للهزيمة واستحالة النصر . لكن (الحلم) حوّل لواقع من خلال التخطيط والمعادلات الرياضية والمهندسين وهذا كله لا جدوى منه بدون الحلم والطموح والإصرار.
لذلك يقول الشاعر العظيم أمل دنقل:
آه ما أقسى الجدار
عندما ينهض في وجه الشروق
ربما ننفق كل العمر كي ننقب ثغرة!
ليمر النور للأجيال مرة
ربما لو لم يكن هذا الجدار
ما عرفنا قيمة الضوء الطليق
لذلك فهناك الأحلام التي تنبعث وحدها من عقل حالم يحاول بعد ذلك تحقيقها بالإصرار وبالمعادلات والواقع حتى لا يظل سابحاً في حلمه،
وهناك أيضاً العقبات التي تتكون أولاً (فنحلم) بتخطيها ثم بعد ذلك يتكون عندنا إصراراً وبعد ذلك نصيغها في صورة معادلات عقلية حتى لا ننتظر الحظ لتحقيقها.
كل هذه الأفكار حاولت التفكير فيها وظلت هاجساً لديّ من مقتِ شديد للأرقام في بادئ الأمر ، ثم محاولة لتفهم طبيعة هذه الأرقام ولماذا هي موجودة وما الفائدة منها دون المساس بأحقية الأحلام في أن لا يحصرها شيء ، لأن الحلم في حد ذاته -على الأقل- وسيلة لإعمال العقل والأمل في الحياة، لذلك فالذي لا حلم له يقال له أنه في عداد الموتى.
ثم بعد ذلك أنا الآن متصالح مع نفسي نسبياً فيما يتعلق بالأرقام. فبعد القراءة في مجال الإدارة وجدت فيها الحل -لحد ما- للمشكلة التي كانت دائما تحبط أي وسيلة لتفاديها،
وهو أنه في علم الإدارة 1+1 ليس من المشترط أن تساوي النتيجة 2 ولكن ربما يساوي عدد غير محدد من الأرقام يفوق 2 وهذا بعوامل عديدة والتي منها ( العقل والتفكير والأفكار ، الجهد ، عند الأزمات ، الإصرار ، التعاون ....إلخ).
ذكرت فيما سبق أن في الآخرة (مجموع) الحسنات والسيئات يدخلانك الجنة أو النار ، ولكن يبقى التمني والرجاء و(الحلم) في أن يغفر الله لنا رغماً عن كل شيء .
وأؤكد أنه لولا الأحلام لما كانت الحقائق.