٢٠٠٨/١٢/١٢

عن منح السلام والأزهار أتكلم

أتصور أن يحتل العدو أرضك، ثم يطردك منها تماما، ويجليك إلى منطقة أخرى تقع حدودها على مشارف أرضك (الأصلية).
هذا الأمر بات واقعاً الآن، واستسلم الجميع للأمر وربما استسلمت أنت نفسك!
ثم يأخذك الحنين-الذي لا يتوقف!-.. فتذهب لحدود الأرض التي نفيت إليها ، ثم تلقي نظرة على أرضك الأصلية، وتأخذ بالبكاء والعويل على فقدك لوطنك و(سلامك) المفقود بداخلك.
فيلحظ أحد جنود الاستطلاع هذا فيتم قصفك بأعيرة نارية نتاجها أن تفقد يديك وقدميك وتصاب إصابات تجعلك في خانة الموتى أقرب منها للحياة.
فيتجمهر حولك الأصدقاء والأقارب ويحملونك على أكتفاهم،وعندما تطلب سلاما تستريح به يصرخون بك ويقولون:
- أنت من فعلت بنفسك هذا.
- لماذا فعلت بنفسك هذا؟
-لماذا ذهبت لهناك؟
- أنت مجنون أكيد.

ويصدر العدو بيانا يؤكد كلامهم .. بأنه شوهد هذا الفتى على (حدودنا) فتم الدفاع عنها بقصفه تماماً وهذا حق شرعي
وأنت بين كل هذا وذاك .. مصاب بالذهول! ليس من قوة ألم الإصابة الجسدية طبعا!
==
وبغض النظر أنه بعد كتابتي لهذا التخيل الصغير قد شابهت ما يحصل بفلسطين العزيزة (وظلم) جنود الاحتلال ، إلا أنني لم أكن أقصد هذا تماما.

من أصعب الأشياء أن يدعي الطرفان ظلمهما لبعضهما، وأن يتصور كل طرف أن الآخر أخطأ لما فعل كذا أو كذا. تشعر أن الحق يضيع بالكثير من المبررات والكثير من رمي التهم مع أن الحق أبلج!
لكن .. لايهم الآن من يظلم الآخر، لأن العبرة دائما بالنتائج، هل إذا أثبت أن الظلم صادر من طرف آخر هل يتغير شيء؟ أبدا
غير كثير من الكلام الذي يوجع.


( يمنعونك السعادة ،ولما ينجحون ،يسلبونك حلما، ثم حقا في الألم، ثم صراخا، ثم كل شيء، كل شيء)

ثم إن أكثر ما يزعجني أن يدعي أحد ما حكمة وأن الآخرين لا يفهمون، وأنه سيأتي الوقت والزمن الذي سيثبت صحة ما اُقتُرِفْ، أو لو حتى إن لم يثبت الزمن هذا، يشعر المرء أنه أمام نفسه فعل الصحيح وما ينبغي ، خاصة وأن الجميع من الغوغاء والمجتمع الفاسد المريض من حولنا يؤيد هذا، فهنيئا لكم جميعا :)

المهم
أقول دائما أنه لو أتيح لي كتابة رواية أو شيء ما ينشر ، سوف أسرد كامل تفاصيل ما عشت من حب، ربما لا تتفق معي في ما سأفعله ولكن، ربما لو شرحت وجهة النظر -على الأقل- ستحترم
عندما تضيع قصة الحب -خصوصا لو كان حبا حقيقيا- ولا تكتمل ولا تظهر للنور، أشعر أحيانا أن من حق (هذه القصة) أن تُحكى لكل البشر في العالم وأن تظهر للنور بأي شكل ما بدلاً من قتلها كأزهار ظل!

ولما انتقلت الآن للأزهار.. أحكي لكم قصة حدثت لي

مواعيدي دائما جيدة وأحترم الوقت جدا والمواعيد.. وهذا دائما ما يعرفه معظم الناس عني..
ولكن رغماً عن هذا تأخرت مرتين على لقائي معها.. وأعلم تماماً أن هذا يغضب الفتيات كثيرا، ولم أحضر في المرتين وردة لها، وأقصى ما أستطيع قوله أنني أكره القاهرة جدا!!

منذ شهر تقريبا كان من المفترض أن أسلك طريقا مختصرا يخرجني إلي ميدان رمسيس ، وبالفعل أخذت في المسير عشوائيا آملا في الوصول . أثناء المسير سألت أحد المارة فوجهني لشارع يخرجني أمام جريدة الجمهورية.
بالمناسبة أنظر دائما أمام جريدة الجمهورية وسلالم مترو الأنفاق بجوارها كلما مررت بنظرة من الحزن لأننا كثيرا ما كنا نلتقي هناك!
أكمل.. وأنا آخذ في الوصول للطريق المختصر الذي يخرجني أمام جريدة الجمهورية وعندما بانت المؤسسة بالفعل من بعيد.. نظرت يميني قبل أن أقطع الطريق فوجدت محلا لبيع الأزهار!

وقتها ابتسمت وتأكدت أن سخرية القدر تسخر الآن (باستظراف شديد!!)

حكمة أخيرة: ماذا تفعل رائحة الوردة إذا كانت الوردة نفسها استحل دمها وماتت!!
عامة هي نظريات!!

أتذكر الآن رواية الحب في المنفى للرائع بهاء طاهر .. إن أكثر ما هزني بها وجعلني اتألم.. إبراهيم صديق البطل، وما حدث لفتاته التي كان يحبها قديما ، والتحولات التي حدثت بها جعلها في النهاية فتاة عادية ليست كما كانت!
كلما أتذكر هذا يجعلني أتألم أكثر من ألمي لفراقكِ !!

وأخيراً.. حتى أنت يا ماركيز وبعد مماتك ظلموك في فهمهم لكَ ولما تود قوله!!
=
كان بينا حب .. أجمل كتيرمن الربيع
ازاي في لحظة بنخسره .. وازاي يضيع!!

علي الحجار

هناك تعليقان (٢):

JuSt_hUmAn يقول...

مش عارف ليه كل ما أدخل البلوج ألاقيني بقرا عنوان البوست دا " عن منع السلام وقطف الأزهار أتكلم!"

ابوعدي للتسوق يقول...

شركة مكافحة النمل الابيض بالقطيف
شركة تسليك مجاري بالقطيف